الجمعة، 12 سبتمبر 2014

ريفيو كتاب فتح بطن التاريخ للكاتب بلال فضل

من ضمن الأهداف والتى وضعتها
بعين الأعنبار فى قرآتى هذا
العام محاولة استكشاف الماضى
وقراءة التاريخ بشكل آخر أكثر
وعيا ونضجا بعيدا عن النمطية
البايخة التى درسنا بها التاريخ
ومادرسناه فى مقرراتنا الدراسية
لم يكن سوى أرقام ارتبطت
بأحداث وأسماء حكام مطلوب
منا كالعادة حفظها لكى نصبها
فى الأمتحان دون أن يدرك
من وضع تلك المناهج
"عمدا وجهلا وتقصيرا "
أن التاريخ يحمل إجابات
لكل أسئلة الواقع وهذا ما جعلنى
أهتم بالرجوع إليه وإعادة
فهمه من جديد وكان من حسن
حظى أن الكاتب والباحث
الشاب "وليدفكرى" والكاتب
الروائى "أحمدمراد" والكاتب
الرائع "بلال فضل" أنهم قدموا
التاريخ بصور مختلفة
وأسلوب جذاب كمالم أقرأه
من قبل فالكاتب المتخصص
والعاشق للتاريخ "وليدفكرى"
قرأت له بالعام الماضى
كتاب "تاريخ شكل تانى '"
ثم قرأت له هذا العام كتاب
"تاريخ فى الظل " أنصح بقراءتهما
بشدة لمن أرادفهم التاريخ
كما ينبغى ان يكون الفهم
كما أن الكاتب الروائى
"أحمدمراد " قدم هذا العام
رواية "1919" والذى قدم من
خلالها معالجة أدبية لأحد أهم
الفترات التاريخية التى عاشتها
مصر مدعومة بوقائع تاريخية
حدثت بالفعل .........
ثم الكاتب الرائع "بلال فضل"
وكتابه الذى بصدده الآن
"فتح بطن التاريخ " والذى
احتوى على مقالات نشرت
فى صحف عديدة فى الفترة
من "2006" وحتى "2013"
يتسم بلال فضل سواء فى
كتاباته او طلاته الأعلامية
بكم واسع من الثقافة والمعرفة
والفكر الراقى منبعه ولعه
الشديد بالقراءة وعالم الكتب
بالأضافة الى حسه الساخر
وسخريته اللاذعة ومواقفه
وأراءه الجريئة ضدنظم الحكم
الأخيرة فى مصر وفى كتابه
"فتح بطن التاريخ " الصادر
عن دارالشروق راح فى مقالاته
يمزج بين الماضى واسقاطاته
على الحاضر حتى تكتشف
الحقيقة الموجعة أن التاريخ
يبيض نفسه تلقائيا لا لشىء
سوى لغباء مالم يرجعوا
إليه ويقرأوه ويعوا دروسه
الأمر الذى عبر عنه اديبنا وعمنا
الراحل "نجيب محفوظ" فى تلك
العبارة الجامعة والتى أوجزها
فى ثلاث كلمات تحمل فى
طياتهاا الكثير
"آفة حارتنا النسيان " وفى
براعة طبيب جراح ماهر أخذ
الكاتب يتجول بمبضعه داخل
بطن التاريخ ليخرج لنا وقائع
وأحداث تاريخية ويعيدطرحها
من جديد لنفهمها بشكل صحيح
مثلما تناول بعض من تاريخ
الثورة العرابية واسباب
انتكاسها وهل أحمد عرابى
بطل حقيقى ؟ أيضا تناول
فهم لطبيعة الثورات والتقلبات
الأجتماعية التى تصاحبها
وهل الزمن الماضى كان جميلا
فعلا كما يحلو لنا ان نصفه أم
أن هناك وقائع تجعله غيرذلك؟
وماذا عندما لايأمن الحكام
غضبة الفقراء ؟ وغيرها من
المقالات الأخرى التى طرحت
وقائع وأحداث هامة
بالأضافة لأيضاح طبيعة الثورات
الكبرى التى حدثت فى العالم
وتأثيرها على مجتماعتها
اسقاطا على مانمر به ...
الكتاب ممتع وشيق استفدت
من قراءته الكثير فهل من عقول
تقرأ وتعى وتتدبر دروس الماضى
فى محاولة لجعل الحاضرأفضل
أم انهم يكتفون بما يكنزون
فحسب !؟
والى متى سنظل ندور داخل
هذه الحالة من "الديجافو"
اللانهائى بفعل تكرارالتاريخ
لنفسه !
فهل من المنطقى أن أقرأ عن
أحداث وقعت فى القرن السابع
عشر وأجدها تتكرر الآن
بتنويعات مختلفة ونحن فى
القرن الواحد والعشرين !
أتمنى يوما ما أن يأتينا
التاريخ بجديد
لقد هرمنا !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق