الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

ريفيو رواية أغلال للكاتب محمدعبدالرازق

*******************
"وكل انسان الزمنه طئره فى عنقه " صدق الله العظيم 
تلك الآية القرآنية العظبمة
من سورة "الأسراء " كانت
اللبنة الأولى فى بناء رواية
"أغلال" للكاتب محمدعبدالرازق
وقدجاء فى تفسيرها والذى
يعد الأقرب فى توظيف مضمونها
بالرواية أن كل عمل للأنسان
سواء خيرأو شر سيظل لازما
فى عنقه كالقلادة أو"الغل"
مفرد أغلال .
رواية أغلال تنتمى إلى أدب
الخيال العلمى وهونوع من
الأدب شديد الخصوصية والصعوبة
اذينبغى لكاتبه التمتع بقدرات
ابداعية شاملة ولذلك من برع
فى كتابته بمصر لايتجاوز
أصابع اليد الواحدة وأهمهم
دكتورنبيل فاروق ودكتور
أحمدخالدتوفيق ليأتى الكاتب
الشاب محمدعبدالرازق والذى
اعتبره بعدهذا العمل المتميز
التلميذالنجيب لهؤلاء الكتاب العظام ليقدم لناعمل أدبى
مثير جدا فى قصته واحداثه
وتفاصيله وللأمانة لقدوجدت من
الصعوبة بمكان تناول الخطوط
العامة لرواية أغلال واحاطة
القارىء بمسارات أحداثها كما
جرت العادة فى ريفيوهاتى
ووجدت ان ذلك سيجعل الريفيو
أطول بكثيرمماينبغى فالاحداث
كثيرة ومتفرعة وايضا وجدت
من الصعوبة ان اتناول الرواية
بطريقة مبهمة ورأيت أن ذلك
يبخس من حق عرضها ووقعت
فى حيرة من أمرى
لذا سأتناول بايجاز شديد
الخطوط العامة للقصة وليسامحنى القارىء والكاتب
العزيز ومن أرادالتعرف أكثرعلى الرواية
فليقرأها وهى بالفعل
تستحق القراءة
تدورأحداث الرواية فى قلب
روسيا محورها فتاه روسية
جميلة تدعى "زوشا" تتعرف
الى شاب مصرى يدعى
"سامح "شخصية سلبية وفاشل
جداا دراسيا فى مصر سافرالى
روسيا بصحبة ا ربعة فاشلين
من امثاله بداعى اكمال دراستهم
ولم يحدث هذا بالطبع فقد
تركوا نفوسهم لملاذتهم وتسببوا
فى موت زوشا بعد ان اعتدائهم
عليها واغتصابها وبنفوذ آباء
اصدقاء سامح استطاعوا الهرب
من روسيا والرجوع الى مصر
بمساعدة ظابط روسى يحمل
رتبة عقيد ليضيع بذلك خق
زوشا هدرا تمضى السنين
ويرتبط سامح بعروسه
المصرية "منال" وتبدى له رغبتها
فى أن يقضيا معا شهرالعسل
هناك بين الثلوج الروسية
ولم يجد بدا من الانصياع
لرغبتها لتبدأ رحلة الجحيم
فى الأنتقام من سامح ورفاقه
السوء على يد "نيرفانا"
اخت زوشا وميلا ابنتها من سامح
عندما تصبح كل قوى الشر
فى يد إمرأة وطفلة بدافع الانتقام
لتتحول خطايا سامح ورفاقه
الى أغلال مرعبة ومخيفة لا
يستطيعون الفكاك منها
*تكنيك الكتابة والاسلوب الروائى فى رواية أغلال:_
حمل الأسلوب الأدبى بعض
نقاط القوة والضعف ولنبدأ
بنقاط الضعف ..
رغم عشقى للاعمال الروائية
التى تمزج بين العامية والفصحى
إلا أن توظيف العامية فى
رواية أغلال تحديدا جاء هزليا
وغيرمتوافق مع طبيعة الرواية
وأحداثها فالمفترض فى العمل
الادبى ان تحدث عن أماكن
أوشخصيات أجنبية أوتناول
شخصيات وفترات تاريخية فمن
الأفضل صياغتها بالفصحى وهذا
لم يحدث فى أغلال فالحوارجرى
على لسان شخصياتها
(سطمبة واحدة) !
بدون التمييز بينها سواء كانت
اجنبية او تاريخية وهذا ماكان
يفصلنى أثناء القراءة ولا أبالغ
ان قلت أنه لولا قوة أحداث
الرواية وبراعة حبكتها الدرامية
لباتت فى خانة سيئة للغاية
بسبب هذه النقطة تحديدا
وهى تعد نقطة بالغة الضعف
فى سياق بناء الرواية
اما على صعيد النقاط الأيجابية
فالرواية صيغت على أسس
علمية وطبية ووقائع تاريخية
حقيقية فالكاتب بنى أغلال
على قواعد (سيرج روائى) محكم
ومراجع علمية هامة ذكرها فى
آخرالرواية جعلتنى اخرج منها
بكم من المعلومات والوقائع
والمعرفة أضافت لى الكثير
إجمالا رواية أغلال عمل روائى
مفعم بالأثارة والتشويق
حرص من خلاله الكاتب
الأضافة المفيدة إلى عقل القارىء
وتنمية خياله وفكره
وإنه لمن دواعى اندهاشى
كيف اننا نمتلك كتاب على قدر
كبيرمن البراعة والحرفية
مثل حسن الجندى فى أدب
الرعب بتنويعاته ومحمدعبدالرازق
فى أدب الخيال العلمى ولايتم
الأستعانة بهم سينمائيا برغم
ندرة تلك النوعية فى السينما
المصرية هل من كتبوا وصنعوا
فيلم عظيم مثل (آفاتار) وغيرها
من أفلام الخيال العلمى والرعب
فى هوليود أحسن مننا !؟
رواية أغلال أحيت من جديد
بريق أدب الخيال العلمى
بعد أن كان انزوى قليلا
عمل مبهر ويستحق أن نراه
على شاشة السينما
وأخيرا "تربة الزعفران"عنوان
العمل القادم لهذا الكاتب
المبدع وانتظره بشغف من الآن .

الخميس، 18 سبتمبر 2014

ريفيو رواية الجزار للكاتب حسن الجندى

أن يحرم الله الظلم على نفسه
كما جاء فى حديثه القدسى وهو
تعالى حاشا أن يظلم أحدا لكنه
أراد بهذا التحريم المجازى وضع
الظلم داخل اطارالكبائر 
والجرم العظيم فمابال ظلم
الأنسان لأخيه الأنسان فيتحول
المظلوم الى مسخ فقدانسانيته
فتتملكه شهوة الانتقام من
ظالميه بأبشع الطرق الممكنة
هذا هو محور أحداث
رواية "الجزار" للكاتب المبدع
"حسن الجندى "......
"آدم عبدالرحمن" شاب ذوخلق
وناجح فى عمله حياته مستقرة
بزواجه من بنت عمه الذى يعشقها
"بتول " وانجب منها طفلة
سماها "نور " ثم تتحول حياته
180 درجة عقب اتهامه ظلما
فى حدوث تفجيرارهابى لالشىء
سوى أنه يحمل اسم مشابه لاسم
الجانى الحقيقى ويقع تحت
قبضة "حسن " احد ضباط
امن الدولة عندما يقتحم بيت
"آدم" ويلقى القبض عليه وعلى
زوجته وحينها يتعرض آدم لكافة
وسائل التعذيب على يد حسن
ومجموعة من الظباط والمخبرين
وعندما يرفض آدم الاعتراف
بجريمة لم يرتكبها يتم اغتصاب
زوجته "بتول " امامه دون ان
يستطيع فعل شىء وتموت
نتيجة انها مريضة بالقلب لم
تتحمل بشاعة الاغتصاب ليتحول
آدم بعدكل هذه الأحداث الشنيعة
الى اخر لايمت للآدمية بصلة
خاصة عندما يعود الى منزله
ويجد طفلته وقدماتت
صراخا وجوعا
تحول آدم الى قاتل متسلسل
يثأر وينتقم ممن انتهكوا كرامته
وعرضه وتسببوا فى موت طفلته
انتقام يحمل طابع دموى خاص
بأن يأكل من اجسادهم الأجزاء
التى كانت سببا فى انتهاكه
وبعيدا عن "التاتش " الدموى
الذى غلف به حسن الجندى
الأحداث الا أن الرواية خملت
جوانب انسانية مؤثرة والقصة
بشكل عام تم التعامل معها ببراعة أيضا الكاتب أحسن صتعا
عندما قدم لنا الجوانب الشخصية
والخلفيات الأنسانية للشخصيات
التى تعمل بالأجهزة الأمنية
فكانت مكملة للجانب السىء
من شخصياتهم ....
كما أن الرواية تميزت بكم وافر
من المعلومات النفسية والطبية
والعلمية افادتتنى فى القراءة
كثيرا ثم كانت نهاية الرواية التى
تعد بمثابة صاعقة مدوية
اصابتنى بالذهول وبرهنت على
ان هذا الكاتب يمتلك قدرات
ابداعية هائلة ومدهشة
اجمالا رواية "الجزار ' يتلخص
مضمونها فى الآتى
"لاتنتظرممن انتهكت إنسانيته
أن يعود آدميا كماكان سيتحول
الى كائن مسخ جزار يسعى
للأنتقام ممن ظلمه وأذاه وحرر
الشيطان الكامن بداخله وحينها
قدتصبح أول ولست آخر
ضحايا "الجزار"

الجمعة، 12 سبتمبر 2014

ريفيو كتاب فتح بطن التاريخ للكاتب بلال فضل

من ضمن الأهداف والتى وضعتها
بعين الأعنبار فى قرآتى هذا
العام محاولة استكشاف الماضى
وقراءة التاريخ بشكل آخر أكثر
وعيا ونضجا بعيدا عن النمطية
البايخة التى درسنا بها التاريخ
ومادرسناه فى مقرراتنا الدراسية
لم يكن سوى أرقام ارتبطت
بأحداث وأسماء حكام مطلوب
منا كالعادة حفظها لكى نصبها
فى الأمتحان دون أن يدرك
من وضع تلك المناهج
"عمدا وجهلا وتقصيرا "
أن التاريخ يحمل إجابات
لكل أسئلة الواقع وهذا ما جعلنى
أهتم بالرجوع إليه وإعادة
فهمه من جديد وكان من حسن
حظى أن الكاتب والباحث
الشاب "وليدفكرى" والكاتب
الروائى "أحمدمراد" والكاتب
الرائع "بلال فضل" أنهم قدموا
التاريخ بصور مختلفة
وأسلوب جذاب كمالم أقرأه
من قبل فالكاتب المتخصص
والعاشق للتاريخ "وليدفكرى"
قرأت له بالعام الماضى
كتاب "تاريخ شكل تانى '"
ثم قرأت له هذا العام كتاب
"تاريخ فى الظل " أنصح بقراءتهما
بشدة لمن أرادفهم التاريخ
كما ينبغى ان يكون الفهم
كما أن الكاتب الروائى
"أحمدمراد " قدم هذا العام
رواية "1919" والذى قدم من
خلالها معالجة أدبية لأحد أهم
الفترات التاريخية التى عاشتها
مصر مدعومة بوقائع تاريخية
حدثت بالفعل .........
ثم الكاتب الرائع "بلال فضل"
وكتابه الذى بصدده الآن
"فتح بطن التاريخ " والذى
احتوى على مقالات نشرت
فى صحف عديدة فى الفترة
من "2006" وحتى "2013"
يتسم بلال فضل سواء فى
كتاباته او طلاته الأعلامية
بكم واسع من الثقافة والمعرفة
والفكر الراقى منبعه ولعه
الشديد بالقراءة وعالم الكتب
بالأضافة الى حسه الساخر
وسخريته اللاذعة ومواقفه
وأراءه الجريئة ضدنظم الحكم
الأخيرة فى مصر وفى كتابه
"فتح بطن التاريخ " الصادر
عن دارالشروق راح فى مقالاته
يمزج بين الماضى واسقاطاته
على الحاضر حتى تكتشف
الحقيقة الموجعة أن التاريخ
يبيض نفسه تلقائيا لا لشىء
سوى لغباء مالم يرجعوا
إليه ويقرأوه ويعوا دروسه
الأمر الذى عبر عنه اديبنا وعمنا
الراحل "نجيب محفوظ" فى تلك
العبارة الجامعة والتى أوجزها
فى ثلاث كلمات تحمل فى
طياتهاا الكثير
"آفة حارتنا النسيان " وفى
براعة طبيب جراح ماهر أخذ
الكاتب يتجول بمبضعه داخل
بطن التاريخ ليخرج لنا وقائع
وأحداث تاريخية ويعيدطرحها
من جديد لنفهمها بشكل صحيح
مثلما تناول بعض من تاريخ
الثورة العرابية واسباب
انتكاسها وهل أحمد عرابى
بطل حقيقى ؟ أيضا تناول
فهم لطبيعة الثورات والتقلبات
الأجتماعية التى تصاحبها
وهل الزمن الماضى كان جميلا
فعلا كما يحلو لنا ان نصفه أم
أن هناك وقائع تجعله غيرذلك؟
وماذا عندما لايأمن الحكام
غضبة الفقراء ؟ وغيرها من
المقالات الأخرى التى طرحت
وقائع وأحداث هامة
بالأضافة لأيضاح طبيعة الثورات
الكبرى التى حدثت فى العالم
وتأثيرها على مجتماعتها
اسقاطا على مانمر به ...
الكتاب ممتع وشيق استفدت
من قراءته الكثير فهل من عقول
تقرأ وتعى وتتدبر دروس الماضى
فى محاولة لجعل الحاضرأفضل
أم انهم يكتفون بما يكنزون
فحسب !؟
والى متى سنظل ندور داخل
هذه الحالة من "الديجافو"
اللانهائى بفعل تكرارالتاريخ
لنفسه !
فهل من المنطقى أن أقرأ عن
أحداث وقعت فى القرن السابع
عشر وأجدها تتكرر الآن
بتنويعات مختلفة ونحن فى
القرن الواحد والعشرين !
أتمنى يوما ما أن يأتينا
التاريخ بجديد
لقد هرمنا !