انتهيت من قراءة أحدث أعمال
الكاتب "أحمدالقرملاوى"
رواية "التدوينة الأخيرة" والصادرة
عن دارالمصرية اللبنانية الكاتب
الذى قدم قبل عدة سنوات
مجموعته القصصية
"أول عباس "والتى أشاد بها
كثير من النقاد والقراء
ماأن تشرع فى قراءة
التدوينة الأخيرة حتى يتملكك
الدهشة من أسامى شخصياتها
الغريبة ثم تجد وقد عبر بك الكاتب
الزمان والمكان إلى عالم موازى
حيث "الفردوس" أرض مابعد
يوم القيامة حيث تدورأحداثها
"ماهيزو" الكاهن المعلم
"تيها " تلميذة الكاهن ومعاونته
"اناهيا" زوجة الكاهن ماهيزو
"شابى " تلميذ الكاهن
إنها عبقرية إختيار أسامى
شخصيات تناسب عالم موازى
كهذا ورغم غرابتها ما أن تندمج
أكثرفى أحداث الرواية حتى
تعتاد أسمائهم وتألف شخصياتهم
حتى أنك مع نهاية الرواية
تشعربالحزن إنك لن تراهم
مرة أخرى .
الكاهن والمعلم وأحدالمدونين
الكبار بالمعبد ماهيزو
والمعبد هنا رمز للفاشية
الدينية ولدى كهنتها سلطة شمولية
مطلقة فى حكم وإدارةالفردوس
لهم شرائعهم الخاصة وينسبونها
زورا وبهتانا على أنها شرائع
الرب وعزلوا الفردوس عن
المحيط الخارجى وفرضوا
على أهلها عدم الأختلاط بأراضى
أخرى مثل أرض "نورال" والتى
كانت بحسب عرفهم أرض
كفروضلال وصار الأختلاط معهم
مقتصرا فقط على التجار حفاظا
على المصالح التجارية ولولا
أن هذه التجارة تعود عليهم
بالنفع ماسمحوا بها !
أيضا أجبروا أهل الفردوس
ومنعوهم من ركوب البحر
واخترعوا كذبة أن البحر به
أطياف شريرة تهلكهم وتذهب
بهم الى الجحيم وكل هذا حتى
لايختلطوا بالعالم الخارجى
وعندما اكتشف المعلم ماهيزو
كل هذا الكذب وزيف شرائعهم
تمرد عليهم ولاقى من الأهوال
مالاقاه على أيدى كهنة المعبد
"تيها" تلميذة الكاهن ماهيزو
ومعاونته شخصية جذابة جدا
وصعب أن تجدها فى رواية
ولاتتمنى مثلها فى الحياه فهى
تجمع بين البراءة والجمال الطيبة
وقوة الشخصية الرقة والعزوبة
والخلق الحسن الجرأة والشجاعة
فى معاونة معلمها ماهيزو
ووقوفها بجانبه فى مواجهة
الكهنة وتحملها كل الأزمات
والفواجع التى المت بهاقصة
الحب التى جمعتها ب"شابى "
كانت منتهى الرقى والأحساس
"شابى " تلميذ الكاهن ماهيزو
أحب تيها وعشقها بجنون ولأن
مجتمع الفردوس تنقسم طبقاته
الأجتماعية الى اثنين
"دوارج " وهم عوام الناس و
"نبلاء " وهم التجار الأغنياء
وشابى كان ينتمى الى الأخيرة
ولأن تيها كانت من الدوارج
فالمعبد بتفرقة وعنصرية
طبقية رفض إعطاء شابى
تصريح بالزواج من تيها أيضا لم
يتحلى شابى بالقدر الكافى
من الثقة والأيجابية والاصرار
فى الأرتباط بحبيبته وطغى
انتماؤه الى طبقة النبلاء والسعى
وراء تعظيم تجارته على أن
يتمسك بالزواج من تيها كما أنه
أظهرسلبيته وأغلق عقله وانقاد تماما وراء أكاذيب كهنة
المعبد وايمانه بشرائعهم المزيفة
حتى أنه رفض مساعدة معلمه
كما يجب تصديقا لأحكام المعبد
أما على صعيد الأسلوب الروائى
وتكنيك الكتابة فالرواية اتسمت
بلغة أدبية قوية جدا فى السرد
والمشاهد الحوارية خاصة تلك
التى جمعت بين تيها وشابى
فى أواخرها أيضا تميزت ببناء
درامى محكم وتوظيف جيد
للأماكن والشخصيات وقدرة
متميزة على رسم خيالى متقن
لعالم الفردوس
إجمالا "التدوينة الأخيرة " تشير
بوضوح إلى الأستبداد باسم الدين
وتبعاته التى تعزل المجتمع
وتصيبه بالجمود والتأخرالفكرى
انها تدوينة أدبية جديرة
بالأهتمام ومهم قراءتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق