الجمعة، 27 نوفمبر 2015

مقال رواية التفاحة الاخيرة

منذ بدء الخليقة و"التفاحة "
ثمرة إستثنائية غيرعادية
وهى رمزالخطيئة وأيقونة الغواية
والتى تسببت فى خروج أبينا آدم
وأمنا حواء من الجنة وظلت
عبر العصور ملهمة لمفكرين
وعلماء وفلاسفة حتى أنها
كانت سببا ملهما لعالم الرياضيات
والفيزيائى " اسحاق نيوتن "
فى اكتشاف قوانين
الجاذبية الأرضية .
والآن بعد أن انصهرالعالم فى
بوتقة واحدة وصاربمثابة
قرية صغيرة بفعل تكنولوجيا
أخطبوطية
ألغت الحدود والمسافات
وصولا إلى اتخاذ واحد من أهم
مؤسسى الامبراطورية
التكنولوجية فى العالم
وهو " ستيف جويز " من
التفاحة " المقضومة " رمزا
وشعارا وعنوانا
يشار له بالبنان .
تلك هى الثلاث تفاحات التى
غيرت معالم البشرية وبدلا من
أن يأخذنا ذلك نحو الافضل
والأرقي للأسف الشديد
فقدنا مع كلا منها الكثير من
تحضرنا وإنسانيتنا
توحشنا وبات ظلم الأنسان
لأخيه الانسان فاضحا بل وصار
الاعتداء على الآخرين وقتلهم
والتنكيل بهم أمرا عاديا
وواجب مقدس !
لذاانتشرت الحروب وملأ الكره والعنف قلوب البشر وأصبح
لزاما على البشرية البحث عن
تفاحة أخيرة تعيد للأنسانية
نقاءها وفطرتها السوية .
والرواية التى بصدد الحديث
عنها الآن
تشير بوضوح إلى ماهية
تلك التفاحة وسأعود لها لاحقا
لكن دعونى أولا أقدم لكم
تلخيصا موجزا حولها والتى
تدور أحداثها إبان الحرب الدامية
التى نشبت بين البوسنة
والصرب فى أوائل التسعينات
وهى دويلات كانت ضمن
ماعرف بالاتحاد اليوغسلافى
ثم انفصلت عنها بعدتفككها
مثلها مثل كرواتيا وسلوفينيا
وغيرها من الدويلات الاخرى
وأنا هنا لن أستطيع تحميل
المقال بأكثر مما يحتمل والخوض
فى تفاصيل تلك الحرب لكن
الروايةعموما فتحت لى أفاق للمعرفة
والبحث فى تلك الحرب والأثار
المدمرة التى نتجت عنها وعلى
من أراد الاستزادة والاستفاضة
أكثر أن يبحث فى الشبكة
العنكبوتية وسيجد الكثير
من الحقائق والمعلومات
عن تلك الفترة التاريخية الهامة .
الشاهدأن الرواية تدور فى
هذه الأجواء وتحديدا
فى " سربرنيتسا " تلك المدينة
البوسنية والتى تعرض أهلها
لمذابح مروعة على يد الصرب
ومن المعروف ان البوسنة
اهلها يدينوا بالاسلام بينما
الصرب يدين أهلها بالمسيحية
هذا العمل الأدبى يروى
دراما مروعة كجزء لاينفصل
بأى حال عن مايحدث فى
العالم الآن عبر سرد روائى
سلس متبادل بين شخصيتين
مثلا العمود الفقرى فى بناء الرواية
هما " ايفان فيدتش "
جندى صربى من القوات الخاصة
وينتمى تحديدا بها الى فرقة الاعدام
و "نوريستا" فتاه قاصر بوسنية
تم اختطافها على يدذلك الجندى
بعد أن اقتحم بيتهم
وقتل أهلها جميعا .
صراع مرير بين جندى خلفه
الكثير من الغموض والأسرار
والألم الذى جعله يفقد
إنسانيته ويتحول الى شيطان
وبين فتاه تسعى للحب والحياه
والوعى والمعرفة بينما تتعرض
لأبشع الانتهاكات من خطف
الى اغتصاب ثم سجن
إجبارى مقبض .
حتى تتحول العلاقة بينهما بمرور
الوقت إلى حالة أشبه
ب "متلازمة استكهولهم "
فالضحية تعاطفت مع جلادها
ووقعت فى حبه رغم كل
مافعله معها وفيها لكن أيضا كان بداخلها صراع بركانى بين ماتشعره وما يجب أن تكونه وتفعله مع ذلك الجندى مغتصبها وساجنها وقاتل أهلها لنرى
الى ماستؤول هذه العلاقة
والى ما ستأخذنا الاحداث .
هى ملحمة روائية أليمة خطتها
أنامل الأبداع لأديبة مهمومة
بجدوى الأنسانية والحياه ومؤمنة بضرورة التعايش
السلمى بين الشعوب بلاتطرف
ودون عنف
فكلنا إنسان فوق هذه
الأرض وتحت سماء إله
واحد أحد .
هى رواية تفتش عن القانون الذى يحكم
الجميع بلا استثناء يعاقب المخطىء ويحمى الضعيف
ويقتص من الجانى
كى تسود العدالة الأنسانية الأرض
"العدالة " تلك هى التفاحة
الأخيرة التى تستطيع إنقاذ
البشرية مما آلت إليه
فهلا التقطاناها أم ستترك هكذا
معلقة على شجرالأنسانية
حتى تعطب وتتآكل
ونتآكل معها جميعا ؟
إجمالا التفاحة الاخيرة ماهى
إلا رائعة أدبية تفوق الوصف
أثرت فيا واستشعرتها بكل كيانى
وبلاشك هو عمل روائى
رفيع المستوى يستحق عن
جدارة التواجد على قوائم
الترشح لجائزة " البوكر"
للرواية العربية وصدقا لاأبالغ
إن قلت رواية بتلك القيمة
الأدبية العظيمة لهى جديرة
بنيل كاتبتها جائزة نوبل للأداب
وأقول لمن زرعت تلك التفاحة
الأدبية البديعة فى بستان
الأدب العربى الكاتبة والاديبة
المبدعة " سونيا بوماد "
أحسنتى فأبدعتى فأمتعتى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق