إن مايجعل قصة خالد قصة تستحق الحكى أن أحدا منا لم
يمتلك الشجاعة التى امتلكها
هو للوصول بالتدميرالذاتى
لحياته إلى منتهاه نحن دائما ماندور فى دوائر مفرغة نبتعد
ونقترب من النجاح دون أن نحسم
قرارنا نشعر أننا لانستحق الحب
فتفشل قصصنا العاطفية ثم ما
نلبث أن نبدأ من جديد لأننا نسأل
أنفسنا فى كل مرة ولم لاقد تكون
هذه هى المرة الناجحة وحده
خالد محفوظ الذى امتلك الشجاعة
ليكسر تلك الدائرة الملعونة ويصل
بتجربته الى أقصى نهاياتها
تلك هى كانت النبذة الخلفية
لرواية ترنيمة سلام وجدت نفسى
أتأمل هذه الكلمات مبهورا وشعرت أنى بصدد رواية
غير عادية نزعت الغلاف البلاستيكى الواقى عنها ومع أولى
صفحاتها لم أدرى بنفسى
لم أعد وليد الذى يقرأ الرواية
ويتابع أحداثها ويشاهد أبطالها
من منظور أفقى بل صرت
وجدانيا جزءا منها
كانت متطلبات الحياه من عمل
وخلافه تأخذنى منها مضطرا
ثم أعود إليها سريعا متشوقا
لاستكمالها من جديد
والحقيقة أن رواية ترنيمة سلام
تتناسب تماما مع مانمربه من
أزمات وهموم وضغوط نفسية
وعصبية فى هذه الايام وتحاول
أن تخرج بنا بعيدا عن مشاعر
الاحباط واليأس والاحساس
بالضياع إلى براح التصالح مع
النفس إذا كانت بداخلنا إرادة
حقيقية لذلك
كمثل التى إمتلكها بطل الرواية
خالدمحفوظ عندما وصل بمعاناته
إلى الذروة فأدرك بعدها أنه لا
شىء بعدذلك سيكون أسوأ
مما عاناه سابقا فغمرته السكينة
وتطلعت روحه إلى الصفاء والسلام النفسى جعلته يخوض
رحلة روحانية طويلة وفريدة
من نوعها تدرب خلالها على
التناغم مع الكون والأحساس و
التأمل بمخلوقات الله عزوجل
تدريب روحى مكثف تلقاه على يد
معلم روحانى إلتقى به فى ساحة
الحرم المكى أثناء قيامه بمناسك
العمرة أخذ خالد يجتاز التدريب
تلو الأخر بنجاح إلى أن غمرت
روحه المحبة والسكينة وتملكه
السلام النفسى الذى طالما افتقده
طويلا ليعود بعد تلك الرحلة بحياه
مغايرة تماما وشخص أخر أكثر
محبة وتسامح وشعور
بالأمان النفسى
ترنيمة سلام رواية مثيرة جدا
مليئة يالغموض والاحداث الشيقة
ممتعة إلى أقصى درجة نهايتها
ذكرتنى بنهاية رواية الفيل الأزرق
وإن كانت بشكل مختلف
رواية ترنيمة سلام ملحمة روحانية تبث بداخلنا قبس من
نور الأمل والتفاؤل فى أن نجد
يوما ما سلامنا النفسى المتوارى
خلف همومنا ومعاناة حياتنا اليومية إنها ترنيمة روائية فى
سماء الأدب العربى عزفها ببراعة
الكاتب الرائع والخلوق
أحمدعبدالمجيد والذى يعد إضافة
قوية للأدب هذا العام
بأسلوبه الروائى الجميل والبسيط
كالسهل الممتنع أيضا شكرخاص
لدا ر"ن"للنشر تلك المؤسسة
المميزة لأنتاجها هذا العمل الأدبى
الرائع وهى تعد أحد دورالنشر
الواعدة هذا العام أيضا إشادة
خاصة بالغلاف وتصميمه الجميل
من ابداع الاستاذ محمدعبدالقوى
مصيلحى
أدعو محبى القراءة فى كل مكان
لقراءة هذه الرواية الممتعة
ليتنا يوما نصل إلى الصفاء
النفسى الذى يمكنا من سماع
ترنيمة سلام عزفت من أجلنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق