الخميس، 2 يناير 2014

مراجعة رواية ترنيمة سلام _احمدعبدالمجيد


إن مايجعل قصة خالد قصة تستحق الحكى أن أحدا منا لم
يمتلك الشجاعة التى امتلكها
هو للوصول بالتدميرالذاتى 
لحياته إلى منتهاه نحن دائما ماندور فى دوائر مفرغة نبتعد
ونقترب من النجاح دون أن نحسم
قرارنا نشعر أننا لانستحق الحب
فتفشل قصصنا العاطفية ثم ما
نلبث أن نبدأ من جديد لأننا نسأل
أنفسنا فى كل مرة ولم لاقد تكون
هذه هى المرة الناجحة وحده 
خالد محفوظ الذى امتلك الشجاعة
ليكسر تلك الدائرة الملعونة ويصل
بتجربته الى أقصى نهاياتها
تلك هى كانت النبذة الخلفية
لرواية ترنيمة سلام وجدت نفسى
أتأمل هذه الكلمات مبهورا وشعرت أنى بصدد رواية 
غير عادية نزعت الغلاف البلاستيكى الواقى عنها ومع أولى
صفحاتها لم أدرى بنفسى
لم أعد وليد الذى يقرأ الرواية
ويتابع أحداثها ويشاهد أبطالها
من منظور أفقى بل صرت 
وجدانيا جزءا منها
كانت متطلبات الحياه من عمل
وخلافه تأخذنى منها مضطرا
ثم أعود إليها سريعا متشوقا
لاستكمالها من جديد
والحقيقة أن رواية ترنيمة سلام
تتناسب تماما مع مانمربه من 
أزمات وهموم وضغوط نفسية
وعصبية فى هذه الايام وتحاول
أن تخرج بنا بعيدا عن مشاعر
الاحباط واليأس والاحساس
بالضياع إلى براح التصالح مع
النفس إذا كانت بداخلنا إرادة
‏ حقيقية لذلك
كمثل التى إمتلكها بطل الرواية
خالدمحفوظ عندما وصل بمعاناته
إلى الذروة فأدرك بعدها أنه لا
شىء بعدذلك سيكون أسوأ
مما عاناه سابقا فغمرته السكينة
وتطلعت روحه إلى الصفاء والسلام النفسى جعلته يخوض
رحلة روحانية طويلة وفريدة
من نوعها تدرب خلالها على
التناغم مع الكون والأحساس و
التأمل بمخلوقات الله عزوجل
تدريب روحى مكثف تلقاه على يد
معلم روحانى إلتقى به فى ساحة
الحرم المكى أثناء قيامه بمناسك
العمرة أخذ خالد يجتاز التدريب
تلو الأخر بنجاح إلى أن غمرت
روحه المحبة والسكينة وتملكه
السلام النفسى الذى طالما افتقده
طويلا ليعود بعد تلك الرحلة بحياه
مغايرة تماما وشخص أخر أكثر
محبة وتسامح وشعور
‏ بالأمان النفسى
ترنيمة سلام رواية مثيرة جدا
مليئة يالغموض والاحداث الشيقة
ممتعة إلى أقصى درجة نهايتها
ذكرتنى بنهاية رواية الفيل الأزرق
وإن كانت بشكل مختلف
رواية ترنيمة سلام ملحمة روحانية تبث بداخلنا قبس من
نور الأمل والتفاؤل فى أن نجد
يوما ما سلامنا النفسى المتوارى
خلف همومنا ومعاناة حياتنا اليومية إنها ترنيمة روائية فى 
سماء الأدب العربى عزفها ببراعة
الكاتب الرائع والخلوق 
أحمدعبدالمجيد والذى يعد إضافة
قوية للأدب هذا العام
بأسلوبه الروائى الجميل والبسيط
‏ كالسهل الممتنع أيضا شكرخاص
لدا ر"ن"للنشر تلك المؤسسة
المميزة لأنتاجها هذا العمل الأدبى
الرائع وهى تعد أحد دورالنشر
الواعدة هذا العام أيضا إشادة
خاصة بالغلاف وتصميمه الجميل
من ابداع الاستاذ محمدعبدالقوى
مصيلحى 
أدعو محبى القراءة فى كل مكان
لقراءة هذه الرواية الممتعة
ليتنا يوما نصل إلى الصفاء
النفسى الذى يمكنا من سماع 
ترنيمة سلام عزفت من أجلنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق